حظر الرياضيين الروس- خرق لميثاق حقوق الإنسان في الرياضة العالمية

أبدت البرلمانية الأوروبية، كريستين أندرسون، ذات الأصول الألمانية، دهشتها العميقة إزاء القرار الصادر من قبل الاتحادات الرياضية الدولية، والذي اعتبرته خرقًا واضحًا لميثاق حقوق الإنسان. هذا الميثاق، الذي يمثل حجر الزاوية في القيم الإنسانية، يؤكد على مبدأ المساواة وعدم التمييز على أساس الجنس أو الأصل أو العرق أو اللغة أو الدين. وقد جاء هذا الاستغراب على خلفية منع الرياضيين الروس والبيلاروس من المشاركة في دورة الألعاب البارالمبية التي أقيمت مؤخرًا في بكين عام 2022. الجدير بالذكر أن اللجنة الأولمبية الدولية كانت قد أوصت، في الثامن والعشرين من فبراير الماضي، كافة الاتحادات الرياضية بمنع الرياضيين المنتمين إلى روسيا وبيلاروسيا من التنافس في البطولات الدولية المختلفة.
وفي خطوة غير مسبوقة تنم عن تمييز واضح، اتخذ كل من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) قرارًا باستبعاد المنتخب الروسي لكرة القدم من خوض تصفيات كأس العالم (قطر 2022). لم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل جرى تعليق مشاركة جميع المنتخبات والفرق الروسية في مختلف المسابقات الدولية. تجدر الإشارة إلى أن هذه القرارات اتُخذت على خلفية العملية العسكرية الروسية الجارية في أوكرانيا.
من جانبها، أعربت البرلمانية أندرسون عن إدانتها الشديدة لتلك الاتحادات الدولية، منتقدة تعاملها مع الوضع الراهن في أوكرانيا، والذي وصفته بأنه مظهر من مظاهر العنصرية الصارخة في أبهى صورها. وعلقت أندرسون قائلة: "إنه عار حقيقي.. فالقادة السياسيون، بتصريحاتهم النارية، يقودوننا مباشرة إلى العودة إلى المجتمعات القبلية البغيضة". وأشارت إلى أن ميثاق حقوق الإنسان يكفل عدم المساس بحقوق الأفراد بسبب أصلهم أو عرقهم أو آرائهم السياسية، مؤكدة على أنه "لا يجوز انتهاك حقوق الإنسان لأي شخص بسبب جنسه أو منشأه أو عرقه أو لغته أو بسبب معتقداته الدينية أو السياسية."